اذا كان الانسان قد ميزه الله عن غيره من المخلوقات بالعقل ..فانه قد تميز عن غيره من الناس بالعلم ..ويتميز الانسان المتعلم عن غيره من المتعلمين بالثقافة ..وتثب فوق العلم والثقافة صفة الشجاعة ..وليس باحوج لشجاعة الرأى من المحامى لانه يكافح الظلم ويجاهد الطغيان ويدافع عن حق ويظاهر العدل
ولقد كانت المحاماه على مر التاريخ من الفنون التى ناصر اصحابها الحرية
وكانت المحاماة وسيلة الطمأنينة لكل مظلوم وآلة دفع الظلم عن كل من وقع فى ظلم او افتراء
ولقد سبق القصص القرآنى فى دفع الاتهام عن المظلومين وذلك فى اشهر واقعة عرف فيها الظلم والافتراء على الابرياء ممثلة فى قصة سيدنا يوسف عليه السلام حيث دفع التهمة عن نفسه بأن زوجة العزيز هى التى راودته عن نفسه وانه اعتصم وبلمحة ذكية من قبل احد افراد امرأة العزيز _تحقيقا ًلدفع سيدنا يوسف _اهتدى الى قرينة البراءة حيث ان قميصه قد من دبر
اذقال تعالى "واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ماجزاء من اراد بأهلك سوءاً الاان يسجن او عذاب اليم قال هى راودتنى عن نفسى وشهد شاهد من اهلها ان كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى قميصه قد من دبر قال انه من كيدكن ان كيدكن عظيم "
وقد اهتدى القضاء الاسلامى الى مبدأ المرافعة بيانا للحقيقة ووصولاً للعدل ودل على ذلك خير دلالة قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " انما انا بشر مثلكم وانكم لتختصمون الىّ ولعل بعضكم الحن بحجته من بعض فأقضى له على نحو مااسمع ......................" الحديث
وجاء فى رسالة عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى ابى موسى الاشعرى " ان القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم اذا ادلى اليك وانفذ اذا تبين لك " وهى تشير الى ان الفهم لايتأتى الابعد الادلاء من قبل الاخصام وهذا مؤداه ضرورة ان يكون حكم القاضى مسبوقا بمرافعة
ان حق الدفاع هو من الحقوق الطبيعية للانسان يباشره مستنداً الى فرضية برائته ولعل الاستعانة بمحام هى من الحقوق المتفرعة عن هذا الحق الطبيعى كى يستطيع من وجه اليه اتهام ان يدرأ ه عن نفسه ولعل مصلحة المجتمع واضحة فى الا يدان برىء والا يفلت مجرم من عقاب ومن هنا يعلو مبدأ حق الاستعانة بمحام وتتجلى اهميته كدعامة اساسية فى محاكمة عادلة
هذه رسالة بسيطة فى اهمية المحاماة والاستعانة بمحام تقبلوا منى المشاركة وعلى استعداد للرد على استفساراتكم القانونية .